الرياضة والحياة صحيفة رياضية منوعة
الحكم الدولي السابق حمدي القادري
عندما تحدثني عن مستوانا الكروي أحدثك عن حالنا التحكيمي. هذه ليست مقامة نثرية وليست معادلة أو نظرية رياضية هي بالتحديد واقع فعلي يعكس مستوى المفاصل المتعددة لحال كرة القدم في بلادنا، وقد يتحدث البعض عن فترة ذهبية للتحكيم السوري وكان مستوى كرتنا بشكل عام مشابه للمستوى الحالي ولكل الفترات، وأقول لهؤلاء البعض إن لكل قاعدة إستثناء والإستثناء وقتها تمثل بشخصية قيادية عالمية فذة قادت دفة التحكيم محليا وحتى عربيا وقاريا فكانت القفزة التحكيمية بعصر الجنرال فاروق بوظو وتوقفت هذه القفزة بل تدهورت إلى الأسفل بعد ابتعاده عن المشهد التحكيمي؛ وبالعودة لواقعنا المتواضع كرويا وتحكيميا بشكل عام فنحن ضمن اتحادات المؤخرة، فأين نحن من دوري الأبطال ومستلزماته الاحترافية، وأين نحن من ورشات العمل الكروية، والكوادر والخبرات والقيادات على مستوى القارة، وأين ممثلينا في المكتب التنفيذي الآسيوي أو اللجان الرئيسية المهمة وأين وأين.. الخ، وهذا هو نفسه واقعنا التحكيمي، وسقفنا فيه مشاركات هامشية في بعض النشاطات التي لا تغني ولاتسمن من جوع، حتى عندما سنحت الفرصة لحكامنا للظهور بأهم البطولات الآسيوية “كأس أمم أسيا” كتب لهم عدم التوفيق رغم أنها كانت الفرصة الذهبية للعودة القارية بعد غياب طويل..ومن هذا المنطلق أصبحنا بعيدين عن اللحاق بدول القارة المتطورة تحكيميا، فهذه اليابان وكوريا والصين وأستراليا في شرق القارة تسبقنا بأشواط وحتى تايلند وسنغافورة وماليزيا وهونغ كونغ ولا تستغربوا إن حدثتكم عن سيريلانكا وحالها التحكيمي على مستوى القارة بأفضل منا، أما غرب القارة فالأمر مؤلم لنا ونحن بعيدين جدا عن مقارعة إيران واوزبكستان وقطر والإمارات والسعودية والأردن والبحرين وعُمان وحال العراق والكويت افضل ومشاركاتهم ووزنهم على الساحة الأسيوية أحسن حالا.
وبالنهاية ما أريد أن أوضحه بهذا الشرح المفصل عن حالنا التحكيمي أن المسؤولية ليست فقط تقع على عاتق الاتحاد الكروي ممثلا بلجنة الحكام والتي من واجبها بذل جهد اكبر وعمل اكثر، بل ما وصلنا اليها هو نتيجة عمل وقوانين المنظومة الرياضية التي أصبحت بالية ومهترئة، بسبب التخبط والجهل التي تغرق فيه هذه المنظومة، والأسوأ من ذلك هو التهرب من المسؤوليات بحجج واهية واهمها ظروف الحرب والإمكانيات وماشابه ذلك.
وكل الأماني والتمنيات لدى الجمهور الرياضي السوري ونحن منهم أن يكون المستقبل أفضل لكرتنا بشكل عام ولتحكيمنا ولكوادرنا التحكيمية وفي مقدمتهم الحكام بشكل خاص.
