شهوة الفوز .. شهقة الفرح

حديث الروح

 

 

بسام جميدة 

يجتاجك فرح من حيث لا تدري، ثمة كلمات تتنسمها من بعيد تتسرب في مساماتك فتزهر خلايا الروح، تتدفق شرايين القلب بأنشودة الحب وأنت تعانق من تحب عبر حبات المطر..

ويحدث أن يداهمك الفرح على شكل غيمة أحيانا، تمطر، وتبلل سواقي الروح، تهتف، وتقفز ولا تعرف أين تحط رحالك، غريب أنت في مدرجات مسكونة بالشغف والغرباء، تتأبط حزنك، تخفيه، تحاول أن تنثره بعيدا، وأنت تراقب تلك المدورة وهي تعانق الشباك، أو ترتطم بخد العارضة، هكذا نبدد قهر الغربة، كرة الشغف سلوتنا ونحن نبحث عن شهوة الفوز، وشهوة الحياة.

هل راقبت يوما الهلال في صدر السماء وهو يظهر رويدا رويدا حتى يكتمل، وعندما يصبح قمرا يحلو لك أن تقرأ تقاسيمه وهو يتلألأ في عتمة الكون ومن حوله النجوم، “هلالنا” اليوم، سعوديا، نعقد عليه آمالا كثيرة مع فجر هذا اليوم كي يشرق في وجوهنا فرحا، الهلال الذي تشبع بالخبرة والنجوم، والمدربين الكبار، وليس غريبا عليه أن فاز، كونه يحمل حلم العرب من المحيط إل الخليج.

الهلال الذي يسير بخطى إحترافية مميزة، ونريده أن يكون مدرسة، نريده ان يجاري مدارس الأندية الكبيرة بعد أن عرف كيف يجاري ملوك ريال مدريد، وهو على بعد شهقة من أن يكون مثل بقية الأندية الكبيرة، وليس عصيا عليه أن يوقف مد المان سيتي، حتى وأن كان الفيلسوف له معلما.

لم يكن حزنا ذلك الذي تملكنا ونحن نتابع خروج أنديتنا العربية من العرس المونديالي للأندية، بل جرعة مرارة لأن الفوارق لازالت شاسعة بيننا وبين الكرة العالمية، فوارق في أمور كثيرة يجب العمل عليها والتخلص من العقليات الفردية والهبات التي سرعان ما تبددها الواقعية على أرض الملعب.

كنا نأمل للأهلي المصري الذي كان مرتين قاب قوسين من تحقيق مايريد، ولكنه بدد ذلك بكل ما يملكه من هواية كروية.

والوداد الذي نتوجس فيه الخبرة والقوة بحكم قربه من حدود الغرب وعقليتهم الاحترافية ولكنا أيضا خرج أيضا، ولحقه الترجي والعين وهؤلاء كسبوا الاحتكاك والعوائد المالية التي تنقذ خزينة النادي.

تغفو على حلم، وتصحو على نشوة فوز أو وقع خسارة، لا تتيح لك مواقيت اللعب أن تتابع وعلى المباشر وقائع الفريق الذي تحب، ففي مكان بعيد من هذا الكون فوارق التوقيت التي تجبرك على أن تغمض الجفون، ولكن حسيس الشوق مقلق، وما أن تفتح عينيك في الصباح حتى تفتح الجوال لتعرف النتيجة..سان جيرمان ينتفض ويريد أن يمضي بعيدا..وبايرن ميونيخ الذي نحبه يريد أن يعوض كل مافاته من محطات حزينة ليكتب أنشودة فرح لمحبيه، تتحسر على النجم ميسي وهو يحارب وحيدا في المكان الذي أختاره، يخرج متحسرا على الخسارة ولكن المال وحده بات اليوم الشغل الشاغل لكثير من النجوم، فهناك ما هو أبعد من الفوز وأقل مرارة من الهزيمة.

  نمزج هذا بذاك لعلنا نخرج بخلطة جديدة، خلطة سحرية تخرجنا من عراك ليس لنا فيه لا ناقة ولا جمل سوى أننا وجدنا أنفسنا على هذه البسيطة بغير إرادة منا، نبحث في معادلات الكيمياء والرياضيات عن ناتج صحيح يأخذنا حيث نريد، وجهة لا حزن فيها، نيمم قلوبنا نحوها ونحن نصلي لغد أفضل، نريد أكثر من رياضة تنعش القلب وتخرجنا من دوامة الحياة، لمستقر فيه ربيع متجدد، وقلوب خالية من الخداع والحقد والكراهية، وكأنني ابحث عن مدينة أفلاطون..؟

 

عن admin1

شاهد أيضاً

12 نزالا في دولية “بطولة محاربي” الإمارات للفنون القتالية المختلطة في العين

ابو ظبي / معن تركاوي تنطلق اليوم منافسات النسخة الدولية 63 من بطولة ” محاربي …