الرياضة والحياة صحيفة رياضية منوعة
بغداد – حسين الذكر
في أكاديمية أفلاطون التي تأسست قبل آلاف السنين حينما كانت بعض المجتمعات ما زالت تغسل وجهها بماء القطيع كتبت لافتة (من لا يجيد فن الرياضيات فلا يدخل هنا).. هوية مسلمة ومعيار وحيد للقبول الجامعي آنذاك.. لم تكن حصرية على طبقة أو دين أو حزب أو فرد من قصر ملكي أو سقاء في حديقة كوخ نائي.. الرياضيات تعني الذكاء الحاد وقدرة الوعي.. فلا يتبادر للذهن انه يريد تخريج مدرس أو مصحح حسابات المخازن، فالمعنى واضح: (من يريد فهم واستيعاب مفردات الواقع دون أحكام موروثة وشعارات مسبقة مستهلكة مرحب به هنا). كذلك من روائعه إبعاده للمداحين والهزازين من مدينته الفاضلة حيث عد المرويات في أشعار هوميروس وغيره من مفسدات الشباب مفضلا الموسيقى كدرس أساسي لإحياء الروح ونعاش القلب وتهذيب السلوك.
العملية برمتها (أفلاطونية أو ارسطوية أو تراجيديا سقراطية) تعد اجتهاد وتباري لتقديم النسخة الأفضل لبناء قوة الدولة الحضارية، فما تعيشه أوروبا اليوم من حضارة – مع النقد المتاح روحيا – يعود الفضل فيه لأولئك الفلاسفة الأوائل ممن عملوا وضحوا من اجل بناء قوة الدولة وتوظيف كل الملفات لخدمة الهدف الاسمى.
ذلك يسوقنا الى توظيف ملفات ما زالت بعض الدول تعدها ترفيهيه – تسكعية – فيما التحضر يفرض أن توظف خاصة كرة القدم كاهم مقومات بناء الدولة العصرية بمختلف أوجهها سوى البيئوية وتعافي الفرد وتهذيب سلوكه..
كرة القدم ليس ملف ترفي ولا يمكن لاي شخص يتولى قيادته إن لم تتوفر به مواصفات رجل الدولة.. بمعنى أن الخبرة والتخصص والمهارة الكروية والعقل التكتيكي وغيره من مفردات وشؤون اللعبة غير كافية لتول قيادة أي مؤسسة ينتظر منها الإسهام في بناء الدولة وتربية الفرد.
قطعا أن شرف المسؤولية سيما لمن يقدم نفسه مسؤولا عارفا ألا يسرف بهدر المال العام، وان لا يفرق بحمايته اذا ما كان مالا سياسيا أو رياضيا أو دينيا، فكل دولار يصرف لغير قوة الوطن وتعزيز لحمة أفراده يعد مالا حراما، بل يستحق المتابعة وإخضاعه لقواعد النزاهة؛ اليوم جميع اذرع الدولة وملفاتها ينبغي أن تصب بهدف واحد اسمه بناء قوة الدولة واي خرق لهذه القاعدة المقدسة – حيث حب الوطن من الإيمان – ينبغي ألا يتلكأ بحسابه وسداد فواتيره واتخاذ الإجراءات اللازمة ليس لحماية المال العام فحسب بل الأهم أن يتم الحساب على مجمل التوظيف الذي يعد في زمن العولمة اهم ما في الأذرع الناعمة من قبيل الفن والرياضة .
