هيثم الجنابي
نعم.. علينا أن نحمد الله تعالى ونشكره على النعمة التي نحن فيها.. فبالشكر تدوم النِعَمْ كما يقول الموروث الديني.
فواقعنا الرياضي مازال محتفظاً بثوابته. والحفاظ على هذا المستوى يحتاج قطعاً إلى جهود جبارة أرى أننا بمستوى أن نبذلها لأنني أثق بقدرات العاملين في الوسطين الرياضي والإعلامي بحكم خبرتي الطويلة في هذين المجالين.
ولكي ادفع تهمة المجاملة والمديح إلى المتصدين لهذه المهمة العسيرة. أطمن أحبتي الذين تقع عيونهم على هذه الكلمات بأننا فعلاً ما زلنا في القمّة.. ولكن أية قمّة؟ أنها القمة السفلى التي جرّبناها وتعايشنا معها منذ قرون. والعشرة لا تهون إلا على أولاد الحرام. ومن المؤسف أن هذا الموقع الكارثي صار يبادلنا المحبة بالمحبة إلى درجة انه يجاهد لأعانتنا في الإبقاء على هذا الزواج الكاثوليكي إلى يوم يبعثون.
أن مراقبة المشهد الرياضي عن قرب أو عن بعد. لا تعطينا، مع الأسف، إلا الإشارات السلبية التي تقتل طموحاتنا من اجل التغيير وتجعلها بمنزلة الأساطير التي لا توجد إلا في مخيلة من يكتبونها والذين يستطيعون بخيالهم الخصب جعل الفيل يطير والزرافة تعزف على البيانو والأسد يركض هارباً من الفأر.
والغريب انه كلما لاحت في الأفق ومضة أمل، أطفأها بكل جبروتهم المنافقون والانتهازيون وأنصاف المتعلمين وبعض من حملة الشهادات العليا الذين يجيدون الكلام ولا يمتلكون أي قدرة على ترجمة ما يقولون. وتستمر جدلية المعركة بين كل ما هو خيِّر، على قلته، وجوقة الأشرار التي تتفنن في الوصول إلى قلب المسؤول وجيبه. فيخرج الشريف منكسراً لأنه يناطح بقرون من طين. وينتصر المنافقون الوصوليون لانهم يمتلكون الأسلحة الأمضى في هذه المعركة القذرة التي ليس فيها من التكافؤ ما يبعث الأمل بشروق شمس يوم جميل.
ومع كل هذا التشاؤم لا بد لنا أن نستمر في أن نحلم.. فالأحلام سهلة لأننا لا ندفع عنها أية ضرائب إلا إذا فكرنا بأن نحولها إلى حقائق..
والآن. هل فيكم من يشك أننا في القمة؟!! قمة القاع التي لا منجى منها ولا خلاص.