واقع أليم و ظروف معقدة .. نادي الجهاد متى يعود للواجهة..؟

 

القامشلي  – حسن حسين

لا أحد يستطيع أن ينكر عراقة وأهمية نادي الجهاد على الخارطة الرياضية السورية، ولا أن ينسى ما أنجبه من نجوم وماقدم من مواهب للكرة السورية، وما يشكله على الصعيد الاجتماعي من تجانس ومواءمة وتعايش بين كل شرائح المجتمع.

ورغم محدودية الإمكانيات على مر السنين الفائتة تمكن النادي من تحقيق نتائج جيدة على مستوى الدوري السوري لكرة القدم، وصعد في عدة مواسم إلى الدوري الممتاز، ونافس الفرق الكبرى بقوة وكان يحتل المراكز الأولى، وتميز النادي بامتلاكه نخبة من اللاعبين الموهوبين الذين مثّلوا روح الانتماء والعطاء، فكان نتاجه تربعه على عرش البطولات على مستوى الفئات العمرية لسنوات عديدة، وهو ما جعل نادي الجهاد يعرف بـ “بالبرازيل الصغرى” وأيضاً بـ ” بعبع الشمال ” في أوساط الرياضة السورية.

ناهيك عن ماقدمه من هدافين ونجوم وعلى رأسهم المرحوم هيثم كجو وروميو إسكندر وغيرهم الكثير كانوا علامة مميزة في جبين الكرة السورية.

ظلم وتهميش

لم تكن سنوات الحرب وحدها هي من ظلم نادي الجهاد، بل كان على مر السنوات التي قبلها يعيش على محبة وتعاون ابناءه فقط، فيما كانت أعين المسؤولين تحيد عنه وتتغاضى عن متطلباته الكثيرة، ومع ذلك لم يمت النادي بل بقي سفير الشمال الذي أحسن الوقوف بين اقرانه من الأندية، كما أنجب قادة وإداريين كثر.

اليوم نادي الجهاد يعيش بين “حانا ومانا” ولا يعرف على أي طريق يسير، فهو يحتاج الكثير، وإلى أن تلتف حوله أيادي المحبة ليعود كما كان دون أي “تسيس” أو محاولة حرفه عن الأهداف التي وجد لأجلها، وكل السوريين يعرفون ما يعني نادي الجهادي الموجود في أجمل المدن السورية وأبعدها عن العاصمة دمشق.

ظروف صعبة

رغم تاريخه العريق ومكانته في قلوب عشاق الكرة السورية، لا يزال نادي الجهاد الرياضي يرزح تحت وطأة الإهمال والتجاهل، فقد بقي النادي منسياَ وسط ظروف مالية خانقة، وتراكم متزايد للديون دون وجود خطة واضحة للإنقاذ أو حتى التفاتة من الجهات المعنية، وقد اضطر النادي إلى الاعتماد على التبرعات والمبادرات الفردية لتسيير شؤونه في ظل غياب أي دعم فعلي من الاتحاد الرياضي العام أو الجهات المعنية.

في الوقت الذي ينتظر فيه عشاق النادي بريق أمل يعيد “بعبع الشمال” إلى الواجهة، يزداد الوضع غموضاَ مع غياب أي قرار رسمي من الاتحاد الرياضي الجديد بشأن تشكيل إدارة جديدة أو تجديد الثقة بالإدارة السابقة، وبين مطرقة الفراغ الإداري وسندان الأزمة الاقتصادية   يجد أبناء النادي أنفسهم أمام موسم كروي صعب لا يملكون فيه الحد الأدنى من مقومات النجاح.

ابعدوه عن الصراعات

لقد تحول النادي من منارة رياضية تجمع الطاقات وتوحد الجهود إلى ساحة للصراعات الشخصية   التي لا تخدم مسيرته، بل تعرقل تقدمه وتضعف صورته أمام جماهيره ومحبيه، إن ما يمر به نادي الجهاد اليوم يستدعي وقفة صادقة من جميع الأطراف، بعيداَ عن المصالح الضيقة، لاستعادة روح الفريق الواحد والعمل الجماعي، حفاظاَ على تاريخه العريق ومستقبله الرياضي.

ما يزيد من خطورة الموقف هو غياب الدعم الفني واللوجستي، إضافة إلى ضعف البنية التحتية وقلة الموارد، ما يجعل طموحات الجماهير تصطدم بجدار الواقع القاسي، فالنادي الذي كان يوماَ ما مدرسة كروية تخرج منها نجوم اللعبة، بات اليوم يواجه خطر التراجع والانهيار، ما لم تتحرك الجهات المعنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

إن إعادة إحياء “بعبع الشمال” لا يتطلب فقط تمويلاً، بل رؤية شاملة تبدأ بإعادة الهيكلة الإدارية، وتوفير بيئة مناسبة للعمل، واستقطاب الكفاءات، إضافة إلى تعزيز الدعم الجماهيري والمؤسساتي، فبدون هذه الخطوات   سيبقى   أسيرًا للأزمات، وتبقى آمال محبيه معلقة في الفراغ .

بصيص أمل

فريق الجهاد الكروي مقبل على مشاركة في دوري الدرجة الأولى، ويحتاج صعوده للممتاز تكاتف الجميع ودعمهم، وتوفير الإكانيات المادية والفنية، ولديه عشاق كثر في المغترب قادرين على أن يعيدوه للواجهة فيما لو أخلصت النوايا الرياضية، وتم إبعاده عن أي تجاذبات قد لا تكون في مصلحته الرياضية.

 

عن admin1

شاهد أيضاً

الملحق القاري للتصفيات الآسيوية في الدوحة والرياض

القرعة في 17 يوليو والمواجهات تنطلق في الثامن من أكتوبر       متابعة – …