بسام جميدة
مرة أخرى ولا اعتقد أنها ستكون الأخيرة، عندما نتابع دوحة العرب وهي تتألق دائما كلما استضافت حدثا رياضيا، بعد أن باتت قبلة العالم رياضيا، وبعد أن قدمت الإبهار الكبير في المونديال العالمي والآسيوي، وقد لا أضيف جديدا وأنا أصف ما قدمت حينذاك وشهدت بأم عيني فيض المشاعر بالنجاح والتطور على كل الأصعدة هناك.
هذا العام أيضا ستكون دوحة العرب مع حدثين كبيرين، مونديال الشباب وكأس العرب بكرة القدم، فماذا يعني أن تسند لقطر كل هذه البطولات، ألم تشعر بالتعب، ألم يكفيها ما حققت من إبهار، أليس هناك من يستحق هذه الاستضافات الكثيرة للأحداث الرياضية..؟
بكل بساطة تبدو قطر التي تعتّقت واكتسبت الخبرات أكثر همة ونشاط ، ولا تبخل بخبراتها ولا بجهودها، وهي مصممة على أن تمضي في طريق النجاح والتميز في العمل بما تملكه من مرافق ومنشآت ورجال ضليعون في التنظيم..
قطر تزهو بخبرتها ورجالها، فلم تكتف باستضافة البطولات الكروية، بل قدمت نسخ ناجحة من كل البطولات التي جرت على أرضها وبين جماهيرها حتى باتت قبلة عشاق الرياضة في العالم أجمع.
لا يوجد هنا رهان على النجاح ولا على الإبهار القادم، سنكون كلنا رابحين ونحن نتابع ما ستقدمه في الأشهر القادمة، بل أن كثير من قادتها اليوم يتبوأون مراكز عالمية في مختلف الرياضات وينالون الثقة بجدارة وأمتياز، وهذا ليس بغريب على بلد صغير بمساحته وكبير بتأثيره وفاعليته وبقادته.
عروس أفريقيا
لم تتاح لي الفرصة لزيارة المغرب العربي، ولكنني من أشد المتابعين لما يجري فيها ولنا هناك أحبة كثر نقاسمهم الكلمة الطيبة والإهتمام والهوايات، وفي مقدمتهم زميلنا المتيم بكرة القدم بدر الدين الإدريسي الذي يصوغ لنا من كلماته قصائد حب رياضية عن المغرب التي تستعد بكل جمالها لاستضافة ثاني أكبر حدث رياضي عالمي “كأس أمم أفريقيا بكرة القدم” التي تتوجه إليها أنظار العالم نظرا لما تقدمه من مواهب ونجوم ومستويات تجعل العيون الأوروبية مفتوحة عليها.
المغرب لم تدخر جهدا في التزين والتجهيز لهذا العرس الكروي الأفريقي، وهي تدرك أنه سيكون بروفة ناجحة لمباريات المونديال التي ستستضيفها على أرضها وقد تسبقها استضافات أخرى تكون بمثابة تجارب ناجحة قبل المونديال.
قرابة ستة أشهر تفصلنا عن العرس الأفريقي وطقوسه المتفردة، وحتى ذلك الحين يستعد منتخبها له وبقوة بقيادة الركراكي المتأهب للقب، وبالتوازي سيواصل في التصفيات المونديالية أيضا.
تنسيق ملحوظ
ومابين العرس الأفريقي الكروي في المغرب، والعرس العربي في الدوحة، سيكون هناك تزامن في البطولتين، حيث تقامان في ذات التوقيت تقريبا، والمنتخب المغربي سيجد نفسه في زحمة المباريات وهو الذي سيفتتح البطولة على أرضه مع موريتانيا، وكما تابعنا هناك تنسيق عالي المستوى لترتيب مبارياته في كأس العرب بحيث لا تتعارض مع البطولة الأفريقية.
ما يهمنا أيضا هنا أن تكون أسود الأطلسي في جاهزية تامة وأن نرى ونستمتع بما سيقدمه النجوم في البطولتين، وإن كان امتناع الموهبة أمين يامال عن تمثيل المغرب بقي غصة في حلوقنا إلا أننا نثق بجهود الموجودين، والمغرب ولادة بالمواهب دائما، وأبناءها مخلصين لها حتى لو لم يعيشوا على أراضيها ولكن رابطة الدم والإنتماء قوية وهم الذين يعرفون كيف يصقلون مواهبهم في أنديتهم ويصبون خبراتهم مع منتخب بلادهم ولعمري هذه قمة الوفاء.
أمنية خاصة
أن تعود بلادي سوريا وتحتضن البطولات العربية كما كانت ذات يوم، وتصبح لها مكانة مرموقة رياضيا بعد أن أعيتها سنوات الحرب، فهذه البلاد كانت سباقة لتأسيس الروابط الرياضية العربية والاتحادات وإقامة المسابقات وفيها الكثير من الخبرات القادرة على النهوض برياضة البلد من جديد.
سوريا ستنهض كطائر الفينيق، بمساعدة الأشقاء العرب، ونتمنى أن تتجاوز مباراتها التأهيلية الأولى مع جنوب السودان وتلعب في كأس العرب من جديد إنما بروح جديدة وهمة أكثر من ذي قبل، بعيدا عن الفساد والفوضى التي كانت تحكم الرياضة السورية سابقاً.