بدر الدين الإدريسي
هل وصل الرجاء الرياضي لنهاية النفق؟
هل نجح حكماؤه أخيرا في تكسير قيد المديونية وإطلاق يوم جديد لا تتعكر سماؤه بسحب الخوف والتوجس الداكنة؟
يبدو أن المؤتمنين على حلم رجاء الشعب، اهتدوا أخيرا لما يفك القيود ويبدد السحب ويطرد من البيت الأخضر ما علق به من هواجس، نتيجة دوامة الأزمة المادية التي أخذت الفريق بكل الرؤساء الذين تعاقبوا عليه في السنوات التسع الأخيرة، إلى متاهات، حتى لو كان الفريق ينتزع بين وقت وآخر لقبا وطنيا أو عربيا أو حتى إفريقيا، فإنه لم يتمكن ولا مرة في تجفيف منابع الأزمة.
إجتمع أهل الحكمة من قدامى الرؤساء، الذين تحفظ لهم الأعراف وحتى النظام الأساسي مكانة في قلب وشريان الفريق، ربما للمرة العاشرة، لكي يهتدوا لطريقة ترخي الستارة على مشهد التباكي والتشكي، من أغلال مادية تدمى المعاصم، ولعلهم في المرة الأخيرة، قبل سنتين تحديدا، وصلوا لنهاية الطريق.
مكن قانون الشركات الرياضية المحدث من القطاع الوصي على الرياضة، ومن الجامعة لزوما، بل وتنفيذا لأحكام قانون التربية البدنية والرياضة، من رؤية نهاية النفق، طريقا أبصره حكماء الرجاء فمشوا فيه، ليبدعوا مسارا متطابقا، يستطيع أن ينهي مواسم الوجع.
جرى من خلال بنك الأعمال، تقدير ممتلكات الرجاء تاريخا، هوية بصرية وتركيبة بشرية، وأضيفت عليها قيمة المديونية، فاتضح أن الحاجة ماسة إلى 250 مليون درهم، وبعد البحث في الشركاء التقليديين للرجاء، اهتدى الحكماء إلى شريك مؤسسي ينال كل الصدقية والمصداقية ليكون هو رفيق رحلة الخلاص الأخيرة، وقد استمعت مليا لجواد الزيات أحد أعضاء لجنة الحكماء، المعروف بخلفيته الإقتصادية القوية، والعائد مجددا لمشهد الرجاء فاعلا قويا، بحكم عمق الوشائج، وهو يبلغ شعب الرجاء، أن اتفاقية ستبرم مع مؤسسة “مرسى المغرب” لعشر سنوات قادمة، بموجبها سيخوّل للمؤسسة إدارة الفريق المحترف، مقابل 150 مليون درهم على مدى ثلاث سنوات، وتلك صيغة منقحة ومستحدثة للشراكات بين الأندية والشركات الرياضية، جرى التصديق عليها من الجامعة ومن الجهات الولائية، ونجاحها المتوقع، لدقة واحترافية التنزيل، لن ينهي رحلة الرجاء مع وجع المديونية فقط، ولكنه سيتحول إلى أنموذج قابل للإقتداء من أندية البطولة الإحترافية، ما دام أن الغاية الجماعية، هي أن تردم أنديتنا ذات المرجعية الكبيرة، الهوة التي تفصلها عن أندية عربية وإفريقية تتصدر المشهد الكروي العربي والقاري وتستفرد أكثر بألقاب بطولاته، لأنها تمثل في واقع الأمر قوة مالية واقتصادية أكثر منها قوة رياضية، قوة مالية تنجح من خلالها في جلب من تريد من اللاعبين، بل وتنهب من الفرق المنافسة نجومها، لأن لا قدرة لها على الإبقاء عليهم في صفوفها.
على “مرسى” مؤسسة “مرسى المغرب” ترسو سفينة الرجاء المتعبة، لتتخلص من المديونية ومن الشحن الزائد، لتعاود الإبحار في شواطئ البطولات، لكن هذه المرة بالسرعة والدقة والأمان الذي يجلب للفريق الألقاب، ويصنع لشعب الرجاء الفرح والسعادة.