المدرب الوطني حقيقة مرة!

 

هيثم الجنابي

بأسف بالغ أقول أن البيئة الرياضية العربية ليست مؤهلة لإنتاج مدربين قادرين على الإمساك بالعملية التدريبية للحصول على مخرجات تواكب التطور العالمي وتحقق الإنجازات التي تجعل العرب أمة تفتخر بنفسها وتباهي الأمم التي تعودت الوقوف على منصات التتويج.

وارى انه من الظلم البواح عدم الإشارة والإشادة بالنماذج العربية في هذا الأمر. ولعل النسبة المتدنية من هؤلاء المبدعين هو الذي يجعلنا نصنفهم في خانة الاستثناء الذي لا يكفي مطلقاً لاحتواء المواهب العربية التي غالباً ما تتكسر أحلامها عند الحواجز الدولية حتى لو كتب لها النجاح في المعترك القّاري.

أن النظر إلى آلية أعداد المدربين المؤهلين لحمل هذه الأمانة الثقيلة من قبل معظم القيادات الرياضية في أقطار وطننا العربي الكبير هو الذي يخلق حالة التخبط والازدواجية التي تنشأ على هامشه الصراعات غير المتكافئة وغير الصحية بين كل من يأتي من وراء الحدود لقيادة منتخبات الوطن. وبين من يظن بأن ابن الوطن أولى بحمل هذا الشرف.

فينشأ شكل من الصراع العلني والسري لإثبات الذات والتعكز على مفردات ليس لها علاقة بعلم التدريب إلا بنسب ضئيلة وتحت ظروف خاصة.

نحن، إلا من رحم ربي، بيئة حاضنة للصراعات التي هي بالفعل سمة بشرية لا يمكن احتوائها ببركات دعاء الوالدين. ولا بحرق البخور ودق الدفوف. وإنما بالشروع فوراً إلى وضع استراتيجيات رفع مستوى المؤهلين من مدربينا الوطنيين بزجهم في معايشات طويلة الأمد مع أساتذة التدريب العالمي. لان الدورات التدريبية القصيرة مهما اختلفت تسمياتها وتعددت حروفها الأجنبية المختصرة لا تسمن ولا تغني من جوع لأن إنصاف المدربين يبقون على مستواهم الذي كانوا عليه قبل الدور. كل ما في الأمر انهم سيزيدون استعراض عضلاتهم بعرض ورقة شهادة المشاركة في هذه الدورات التي لا تختلف في الكثير من الحالات عن صكوك الغفران التي لم نسمع بأن أحداً من حامليها قد دخل الجنة.

 

عن admin1

شاهد أيضاً

الملحق القاري للتصفيات الآسيوية في الدوحة والرياض

القرعة في 17 يوليو والمواجهات تنطلق في الثامن من أكتوبر       متابعة – …