ملف العدد: فتح سقف الاستعانة باللاعبين الأجانب في الدوريات والبطولات الآسيوية يفتح أبواب الأسئلة كيف نطور أنديتنا ومنتخباتنا العربية..وما دور المحترفين الأجانب في ذلك؟

لسان حال الأندية الأردنية: الأجانب والاحتراف، ديون إضافية ومعاناة مالية

 

عمان – محمد الجالودي

” الاحتراف سقط على الدول العربية من المدخنة”… قالها ذات يوم الأكاديمي الأردني ودكتور التربية الرياضية في الجامعة الأردنية الراحل محمد خير مامسر، وهي كلمة رددها في العديد من الندوات والمحاضرات، في إشارة منه أن الاحتراف يجب أن يشمل منظومة اللعبة بشكل عام.

لن اخرج عن سياق الملف الرئيسي للعدد حول قرار الاتحاد الآسيوي الأخير، وسأستعرض أولاً خطوات الاحتراف في الأردن وأبرز بشكل سريع السلبيات والإيجابيات فيه.

ورغم مضي ما يزيد عن ربع قرن واكثر على تطبيقه غير أن المشروع لم يلب الطموحات التي راهن عليها عشاق اللعبة، فكانت اغلب (الصفقات) وكما يقال بالعامية (مضروبة)، واقل من المستوى المطلوب، ولم تحقق الإضافة النوعية للأندية، ولم تقدم شيئا لـ (منتخب النشامى) الذي استفاد من احتراف لاعبيه في الخارج اكثر من وجود المحترفين الأجانب في البطولات المحلية.

شكوك واتهامات متبادلة

يعد ملف الاحتراف (معقداً ومركباً)، وشهد في الآونة الأخيرة صدام واتهامات متبادلة ما بين الأندية ووكلاء اللاعبين الذين يطلق عليهم (السماسرة)، ومرحلة التشكيك بمصداقية الصفقات الاحترافية، التي تختلف شكلا ومضمونا عن المعروض، خصوصا عند أول مباراة رسمية يلعبها المحترف فينكشف مستواه الحقيقي، لتبدأ عملية الشد العكسي لفسخ العقد وتحمل تبعات الشرط الجزائي والخسائر المالية الأخرى المترتبة من ذلك.

ومن هذا المنظار المخيف، يرى بعض الخبراء والمتخصصين الكرويين انه يتوجب قبل الإقدام على فتح باب التعاقدات على مصراعيه وفقا للقرار الآسيوي الأخير، البدء بعملية تحويل الأندية الى استثمارات تجارية، لضمان الإيفاء بالالتزامات المالية والكلفة العالية جراء ذلك، ودراسة الآمر من كافة جوانبه، وتهيئة البنية التحتية للملاعب التي قد تشهد تدفق جماهيري، الى جانب القيام بحملات تسويقية وإعلامية ضخمة يتم تطبيقها لتنفيذ هذا المشروع، وبخلاف ذلك فأن الخسارة ستكون باهظة وسيدفع ثمنها الجميع.

 بين القبول والرفض

القرار احدث ضجة واسعة من كافة المهتمين في كرة القدم الآسيوية، وتباينت  الآراء ما بين القبول والرفض لهذا التعديل الذي اعتبره البعض انه يصب في مصلحة اللعبة، وشكك البعض في مدى نجاحه نظراً لكون أضراره السلبية ستظهر لاحقا.

حاولنا طرق أبواب الأندية، لمعرفة رأي المعنيين فيها بمضمون القرار الآسيوي، لكن معظمهم لم يعلق بسبب عدم معرفتهم المسبقة بتفاصيل الآمر والجزئيات المتعلقة به…!

صوقار: رسالة (آسيوية) للجميع

أوضح المحاضر الآسيوي نهاد صوقار قائلا: القرار فتح باب الاحتراف واسعا وهو يحتاج الى ورشة عمل لكي يطلع الجميع على تفاصيله، كرة القدم بـ (القارة الصفراء) في طريقها الى الاحتراف الكامل، لاعبين ومدربين وإداريين وحكاما وإعلاميين، وهي (الرسالة) التي يريد الاتحاد الآسيوي إيصالها للجميع.

وأضاف: القرار سيدخل حيز التنفيذ، وعلى الجميع أن يكون مستعدا له، ويكون جاهزا لأضخم مشروع على مستوى القارة، هناك لاعبين في آسيا ناموا وهم هواة واستفاقوا صباحا وقد وجدوا انفسهم محترفين، وأصبحت دخولهم المالية بالملايين، وبالتالي أرى أن تبدأ منظومة كرة القدم في الأردن ودول المنطقة في حال تأهب تام لدخول مرحلة جديدة من الاحتراف.

وأشار صوقار بالقول: بغض النظر عن سلبيات أو إيجابيات القرار، فأنا أرى أن المشروع يمكن أن يفيد كرة القدم الآسيوية، في حال تطبيقه بشكل جيد، بحيث تستفيد الأندية من خلاله ومن الممكن أن يعود عليها بالفائدة الفنية والمالية.

وبيّن صوقار: انه خلال تحليل مباراة السعودية واليابان الأخيرة ضمن الدور الثالث لتصفيات آسيا المؤهلة لمونديال 2026، وجدت تفاوتا كبيرا ما بين مستوى المنتخبين وهو يميل طبعا لصالح اليابان، وهنا اشدد أن القرار يجب أن يكون مدروسا بشكل جيد وان يبصر النور، حتى تنتهي الفجوة في كرة القدم الآسيوية.

ودعا صوقار الدول التي تتخبط بقراراتها بشكل عشوائي، أن تقوم بإطلاق حزمة من المشاريع لتطويراللعبة، من بينها الإستعانة بخبراء ومحللين على مستوى عالي للإشراف عليها.

الكرة الأردنية تراجعت كثيرا في السنوات الأخيرة وعلى كافة المستويات نتيجة للتخبط بالقرارات المؤقتة التي يتم وضعها بين الحين والآخر، وعدم وضوح الرؤية الاحترافية، وغياب مشاريع التطوير الحقيقية، إضافة الى عجز الأندية المالي في وضع خطط بشأن الصفقات والتعاقدات مع اللاعبين الأجانب، وبات الأمر بحاجة الى إعادة دراسة دقيقة لكل ما له علاقة باللعبة والرياضة.

 

فطافطة: جودة في مستوى اللاعبين

 

المدرب والمحاضر في الاتحاد الآسيوي وليد فطافطة اعتبر أن الدوري القوي، يفرز منتخباً قوياً، وبالتالي يجب أن تكون جودة اللاعبين الأجانب في البطولات المحلية عالية جدا وتفوق مستوى المحليين.

وأضاف: أنا مع القرار في حال أن الاتحادات الوطنية، قامت بتسويق لاعبيها في البطولات الأوروبية القوية، لكي تضمن جودة في أداء منتخباتها، وبخلاف ذلك فأن الأمور سيكون فيها ضرر بالغ على جميع المستويات.

وتابع: لدينا في الوطن العربي، شواهد كثيرة على الاحتراف المفتوح والمتسرع، لا سيما الدوري السعودي، حيث اضر ذلك بمستوى منتخب بلادهم الذي فقد الكثير من بريقه وحضوره ولم يعد ذلك الفريق المرعب وتراجع أداء المنتخب القطري والإماراتي، نتيجة الاحتراف الغير مدروس.

وأضاف: التجربة لن تنجح، يجب السماح كحد اقصى بـ(5 محترفين)، وضمن ضوابط وشروط، وانا ضد ان يكون العدد أكثر من ذلك، كما يجب الترويج للاعب المحلي، كي يحترف خارجيا ويرتفع مستواه.

وأشار فطافطة الى ضرورة تحديد المراكز التي يجب أن يشغلها المحترفين، بحيث لا تؤثر على بعض مراكز الفريق وخصوصا حراس المرمى لكون هذا الخط مهم لأي منتخب.

وختم بالقول: “القرار سيفيد الأندية في المسابقات المحلية والآسيوية، لكن سيضر باللاعب المحلي، وسيبقى حبيس دكة الاحتياط، ولن يكون له مكان داخل الملعب وبالتالي الخاسر الوحيد هي المنتخبات الوطنية.

إرشيدات: المال سيد الموقف

أشاد المدرب خلدون إرشيدات بالأثار الإيجابية للقرار، واعتبر انه قد يساهم في زيادة عدد المتفرجين للمباريات نتيجة لتقارب المستوى الفني بين جميع الفرق.

القرار إيجابي أيضا كونه سوف يسهم في تطور المستوى الفني للأندية في البطولات الآسيوية، بالتالي يزيد العرض والطلب عليهم.

لغة المال ستكون السائدة في حال تنفيذ القرار، والأندية التي لا تملك المال ستتضرر كثيرا، والأفضلية لعدد محدود من الفرق.

ويؤكد إرشيدات أن دولا مثل السعودية والإمارات وقطر طبقت القرار، ولمسنا تطور مستوى الدوري وزيادة الإقبال الجماهيري ولكن منتخباتهم تراجع مستواها ونتائجها بسبب إهمال اللاعب المحلي الذي تراجع مستواه وانعكس على منتخب بلاده والدلائل موجودة.

وأكد أن القرار سلاح ذو حدين، ويتوجب على الأندية دراسة ميزانيتها المالية، وعدم الانسياق الغير مدروس لتعاقدات عشوائية تجلب لها خسائر غير محسوبة، والبحث عن استثمارات خاصة ربما يساعد الفرق في التغلب على العائق المالي.

فوزي: ضوابط وشروط

اللاعب السابق في صفوف نادي الوحدات والمنتخب الأردني والمدرب الحالي فراس فوزي، أشار الى إيجابيات القرار، كونه يسهم في تحفيز اللاعب المحلي على رفع مستواه الفني لكي يتمكن من حجز مكانه في المباريات ويمنح البطولات المحلية والآسيوية زخم وإثارة غير مسبوقة، كون الجماهير ستحظى بمشاهدة محترفين على مستوى عالي.

واعتبر فوزي أن من سلبيات القرار، انه قد يسهم في تكبد الأندية لخسائر مالية كبيرة، بسبب اعتمادها على اللاعب الأجنبي الجاهز، لذا فأنني اقترح وضع ضوابط بتحديد عدد المحترفين المسموح لهم باللعب، في سقف لا يتجاوز (5) من اللاعبين من بينهم (4) يسمح لهم بأن يكونوا ضمن التشكيلة الأساسية للفريق والخامس يكون على كشف الاحتياط.

 

 

 

 

 

 

 

 

عن admin1

شاهد أيضاً

الملحق القاري للتصفيات الآسيوية في الدوحة والرياض

القرعة في 17 يوليو والمواجهات تنطلق في الثامن من أكتوبر       متابعة – …