القرار الآسيوي يفيد بعض الأندية لكنه مجحف بحق الأكثرية
إميل رستم: يدمر المنتخبات ويفيد الأجانب والسماسرة
بيروت – وليد السمور
يبدو أن قرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم جاء متسرعاً شيئاً ما من خلال السماح للأندية بخوض المباريات بثمانية لاعبين أجانب، ومن ثم فتح سقف التعاقدات، سيما أن قلة من الأندية العربية قادرة على التعاقد مع هذا الكم الهائل من الأجانب، وهذا ما يعتبره الخبير الكروي إميل رستم ضربة موجعة للنجوم الشباب ومردوده سيكون سلبياً على المنتخبات الوطنية.
وفي هذا الصدد يقول: بالنسبة لهذا القرار يحاول الاتحاد الآسيوي لكرة القدم السير على خطى نظيره الأوروبي حينما فتح الباب أمام اللاعبين الأجانب بعدما كان العدد محدود سابقا، وعلى سبيل المثال كان الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يسمح باستقدام لاعب واحد ثم ارتفع إلى إثنين ثم ثلاثة قبل أن يفتح الاتحاد الأوروبي الباب أمام سوق الانتقالات فلم يعد هناك ضوابط وهذا القرار له حسناته وسيئاته.
الربح لوكلاء اللاعبين
عن الرابح الأكبر من هذه الفكرة أوضح رستم بقوله:
بالنسبة للأندية فالرابح الأكبر هم وكلاء اللاعبين الذين جاءهم الشغل بكثافة من حيث التنقلات في الميركاتو الشتوي والصيفي وبعض اللاعبين يستفيدون بشكل مباشر من خلال الصفقات التي يعقدها السماسرة ومدراء أعمال اللاعبين مع الأندية.
وحول انعكاس القرار الآسيوي على اللاعبين المحليين في الأندية أجاب رستم بصراحة:
بالنسبة للواقع في لبنان فحينما تسمح لثمانية لاعبين أجانب باللعب في كل ناد فهذا يحرم اللاعب المحلي من إيجاد فرصة للعب في ناديه وتحرمه من مشاركة زملائه خصوصاً في فئة الشباب، وبذلك تتقلص فرص اللاعبين بالتواجد في أرض الملعب ولهذا يبقى اللاعب الموهوب أمام فرصة المشاركة مع الفريق بسبب مستواه الفني العالي الذي يؤهله لمجاراة اللاعب الأجنبي سيما أن مجيء سبعة أو ثمانية لاعبين أجانب يقطع على اللاعبين المحليين فرصة الظهور بشكل واضح.
تدمير للمنتخبات
وحول الأضرار التي قد تلحق بالمنتخبات الوطنية وبمستقبل كرة القدم العربية بشكل عام جراء هذا القرار أكد الخبير الكروي أميل رستم قائلا:
بطبيعة الحال فإن فكرة التعاقد مع هذا الكم الكبير من الأجانب سيرتد سلباً على لاعبي المنتخب الوطني اللبناني وسيشكل عبئاً كبيراً على واقع المنتخبات بكل فئاتها وتأثيره السلبي يمتد أيضاً على اللاعب المحلي وعلى النادي بشكل خاص وستحرم المنتخبات الوطنية من إيجاد نجوم رياضيين لائقين لحمل الشارة الوطنية وبذلك سيتم تدمير المنتخبات الوطنية على المدى الطويل.
استقدام الأجانب أقل كلفة من العناية بالمواهب
وكيف ستجد المواهب الوطنية فرصتها مع المنتخبات والأندية قال: الإحباط سيصيب اللاعبين اللبنانيين الموهوبين وهذا يجعل إهمال الفئات العمرية واقعاً مراً خصوصاً لدى الأندية التي تمتلك ميزانيات كبيرة وتعتبر تلك الأندية أن إنشاء مدارس وأكاديميات لتعليم كرة القدم للصغار أمر مكلف جداً، وبذلك تعتبر إدارات الأندية أن تكلفة استقدام لاعبين أجانب أقل بكثير من بناء منشآت رياضية مع تكاليفها وتكاليف المدربين وكافة كوادرها وهو يوفر على خزاناتها ملايين الدولارات، ولهذا لم تعد إدارات الأندية تفكر بتلك التفاصيل فتقوم بالتعاقد مع لاعبين نجوم جاهزين لتقديم نتائج مميزة وبأقل التكاليف.
وتابع رستم قائلا: المستفيد الأكبر هو اللاعب الأجنبي في المقام الأول ومدير أعماله نظراً للأموال الطائلة التي يجنيها من تلك الصفقات، ولهذا فاستقدام لاعبين أجانب من شأنه قتل المواهب المحلية وهذا الأمر يحفز قلة قليلة من اللاعبين لتقاتل من أجل الوصول لحجز مقعد في الصفوف الأمامية وهو قرار قاسي بحق المواهب والمدربين والمدارس التي تعتمد على تفريخ المواهب الشابة.
فرص ضئيلة
هنا تبدو فرصة احتراف اللاعب اللبناني وحتى اللاعب العربي في الدوريات الأوروبية شبه معدومة لغياب فرصة اللعب والظهور محليا كيف ترى هذا.؟ أجاب رستم بقوله:
على المستوى المحلي هنا تصبح فرصة الاحتراف بالنسبة للاعبينا في الخارج ضعيفة جداً وهي في الأساس قليلة لأننا نجد صعوبات جمة في تفريخ لاعبين مميزين سيما أن الأندية بدأت تتعاقد مع نجوم أفارقة بعقود مالية معقولة وفي بعض الأحيان مع لاعبين أوروبيين وأمريكان وبإمكان الأندية الاستفادة من اللاعب العربي أكثر من النجم الأجنبي لأنه أقل تكلفة، وهذا من شأنه أن يقطع الطريق على الأندية التي تعمل لتفضيل اللاعب الأجنبي على نظيره العربي.