لم يكن يملك عصا سحرية بل حلق بقدمين من ذهب
موسى التعمري الأحلام المؤجلة
لم يكتب للاعب منتخب النشامى موسى التعمري فرصة أن يدون أسمه في سجلات الذهب لمنتخب بلاده الذي قارب أن يتلمس اللقب الآسيوي في مغامرة راقية الحضور وقوية الملامح، كان فيها التعمري ربانا متميزاً للجوقة البيضاء التي حاولت مابوسعها حتى النهاية ولكن كان لكرة القدم والحظ كلاما آخر.
موسى الذي لم يكن يملك العصا السحرية التي تمكنه من خلالها قلب الموازين لمصلحة منتخبه، ولكه امتلك قدمين استطاع أن يحلق بهما عاليا ويقدم على مسارح الدوحة فواصل من الدهشة والمتعة التي صفق لها الجميع، حيث ظهرت خبرته وشجاعته ومراوغاته المثمرة التي سخرها لمصلحة الفريق، قدمه اليسرى التي كانت أكثر فاعلية راهن عليها الكثيرون وربحوا الرهان في البطولة القارية التي استضافتها دولة قطر، ووصل بمنتخب بلاده حيث المباراة النهائية.
موسى صاحب الخلق الرفيع الذي عرف دروب الاحتراف كأول أردني يسير في هذا الطريق وحيدا متكئاً على موهبته وذكاءه؛ صقله الاحتراف الخارجي كما يجب وأنعكس كل هذا في أداءه الرفيع المستوى والتكتيك العالي الذي قدمه، ولم يدخر لحظة جهد لخدمة القميص الذي يرتديه، فكان محط أنظار الجميع كورقة رابحة وموهبة عربية قادرة على أن تحلق بعيدا في الملاعب الأوروبية.
رحلته مع الكرة
الشاب الذي ولد في 10 يونيو\حزيران من عام 1997 تفتحت مواهبه في نادي شباب الأردن ومنه انتقل بالإعارة إلى شباب الجزيرة، وعندما لاحت له أول فرصة للعب خارجيا لم يوفرها فأنتقل إلى قبرص حيث نادي آبويل في منتصف عام 208، وكان يدرك أنها مجرد حطة للابتعاد أكثر وبعد عامين لعب مع نادي آود هيولي لوفين البلجيكي في الرابع من تشرين الأول\أكتوبر 2020 وأستمر معه لثلاثة مواسم وبعدها كانت وجهته نحو مونيبليه الفرنسي في 30حزيران\يونيو 2023 ولايزال معه حتى اليوم.
وعلى الصعيد الدولي، ظهر التعمري لأول مرة بقميص منتخب الأردن “النشامى” يوم 31 أغسطس/آب 2016، بدعوة من المدرب عبد الله أبو زمع، ولعب مباراة ودية جمعت بين الأردن ولبنان لمدة تسعين دقيقة، وانتهت بالتعادل السلبي.
وظهر التعمري مع “النشامى” في 54 مباراة دولية، من ضمنها كأس أمم آسيا 2019، والتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022، سجَّل خلالها 13 هدفاً، وقدَّم لزملائه 9 تمريرات حاسمة، وبات يمثل أمل الأردنيين في تحقيق أي إنجاز للمنتخب الوطني.
القيمة السوقية
حسب آخر أرقام منشورة له تبلغ القيمة السوقية للاعب موسى التعمري 6 مليون يورو.
ويتقاضى راتبه السنوي حاليا ماقيمته 384.186 يورو.
وكان عقده مع آبويل القبرصي 400 ألف يورو.
انتقل التعمري إلى صفوف لوفان البلجيكي مقابل 1.1 مليون يورو .
مؤشرات فنية
يمتاز موسى التعمري بإجادته اللعب والتسجيل بقدمه اليسري واللعب على الأطراف، مما يباغت حراس المرمى، ولديه القدرة على المراوغة والتخلص من المدافعين بانسيابية .
ويمتلك الرؤية الثاقبة في الملعب، ويبتكر الحلول الفردية مع الفريق الذي يلعب له وقد شاهدنا ذلك جلبا مع منتخب بلاده في النهائيات الآسيوية الأخير في الدوحة.
لديه القدرة على إحراز الأهداف من الأماكن الصعبة وهو في مواجهة المرمى، وتساعده سرعته ومهارته في التحكم بالكرة من اللعات على أطراف الملعب والتوغل فيها، كما يجيد وبنسبة أقل التوغل من العمق الدفاعي للفريق الخصم ومع ذلك فهو مصدر خطر وقد يسجل في أي لحظة يغفل فيها المدافعين عنه.
يمتلك روح القائد في الفريق، ويجيد التعامل مع رفاقه وبث روح الحماس والثبات بينهم، ويحترمه الجميع كلاعب خبير ومتميز.
في آسيا
لعب مع منتخب بلاده في النهائيات الآسيوية السابقة في الإمارات ثلاث مباريات، وسجل هدف واحد فقط.
وفي النهائيات بالدوحة لعب ست مباريات وأحرز ثلاثة أهداف.
أرقام والقاب
يطلق عليه محبيه لقب “ميسي الأردن”
نال مع شباب الأردن درع الاتحاد الأردني عام 2016
ومع الجزيرة نال درع الاتحاد الأردني عام 2018 وشارك معه في كأس الاتحاد الآسيوي بنفس العام.
وفاز مع ناديه القبرصي بلقب الدوري في أول موسم لعب معه وكأس السوبر القبرصي عام 2019.
وفاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري القبرصي عام 2019 وسجل معه 12 هدفا وصنع سبعة أهداف.
وسجل في صفوف الفريق البلجيكي 10 أهداف في 86 مباراة على مدار ثلاثة مواسم.
ومع نادي مونبيلييه سجّل ثلاثة أهداف في 16 مباراة.
يقول عن نفسه
وعن تجربته الاحترافية في أوروبا، قال التعمري: “مع أبويل، كنت محظوظا بما يكفي للعب في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي ومواجهة أندية مثل أياكس الهولندي وإشبيلية الإسباني اللذين فزنا عليهما على أرضنا. هذه مسابقات ومباريات تمنحك شعورا لا يُصدق”.
ويطمح موسى التعمري إلى الاحتراف في الدوري الإسباني أو الألماني، وكشف في وقت سابق عن تلقيه عرضين من الدوري الإيطالي.
الأسرع
يتصدر موسى قائمة أسرع 10 لاعبين في الدوري الفرنسي هذا الموسم، بحسب رابطة كرة القدم الفرنسية للمحترفين، وهذا الإنجاز للدولي الأردني تجاوز حدود فرنسا، لأنه يتفوق أيضا بسرعته الخارقة على البرازيلي فينيسيوس جونيور أسرع اللاعبين في الدوري الإسباني الممتاز في الوقت الراهن.
ورصد رادار مسابقة “الدوري الفرنسي الممتاز”، اللاعب الدولي الأردني وهو يركض بسرعة (36.31 كيلومترا في الساعة)، لينجح في كسر رقم صاحب المركز الأول السابق والثاني حاليا أندي بيلمارد، مدافع فريق كليرمونت (36.14 كيلومترا في الساعة).